1/29/2010

السم فى السم ... فلم يعد هناك عسلاً


نعم لم يعد هناك عسلاً ... لذا قرر صناع العسل
أن يضعوا السم فى السم
وسأضرب لكم مثلاً ... ليوضح ما أريد قوله
منذ ما يقرب من أسبوع
جاءتنى دعوة لإن أذهب إلى السينما ... فسألت عن الفيلم
فوجدت أمامى إختيارين ...
إما فيلم كلمنى شكراً ... أو فيلم بالألوان الطبيعية
  • فرفضت
ولكن دفعنى الفضول لإعرف ماذا يقول
كل من هذين الفلمين
وكان الفيس بوك بالتحديد هو العلاج المسكن للفضول
وجدت صفحة تناقش فيلم كلمنى شكراً
وبها بعض الجمل التى ذكرت فى الفيلم
عمرو عبد الجليل يسأل صبرى فواز سؤال استنكارى
انت لية مربى دقنك
وسبب هذا السؤال
أن الخمر لا تفارق يده والنساء لا تغادر فكره
وكانت الإجابة السذاجة
  • أنا مربيها علشان الناس تثق فيا فى البيع والشرا
وبعد ... قديماً كان السم فى العسل
يتمثل فى أن يأتى المخرج برجل متجهم الوجه متشدد
ويطلق عليه متدين
وعندما يهاجمه رجال الأزهر
كان يقول ... هذا موجود فى صعيد مصر
وتاريخ مصر شاهد على ذلك
  • وفى النهاية صدق وهو كذوب
حديثاً السم فى السم
يتمثل فى أن يأتى المخرج برجل يشرب الخمر بيده اليسرى
وفى يديه اليمنى السبحة
أخبرنى ... أين هذا المثال الفج فى مجتمعنا الآن لتأتى به
أين الرجل الذى لا تفارق يده زجاجة الخمر
ومع ذلك تجده بالجلباب والسبحة وعلامة الصلاة فى وجهه
وسأفترض معك ... أن هذا المثال السيئ موجود
فهل وجدته بدرجة تجعلك تأتى به كمثال ... أى جزء من كل
كيف هذا التناقض ؟
وبالطبع ! المخرج لا يريدك أن تشعر بخلل فى الشخصية
فقرر فى نهاية الفيلم أن يفض هذا التناقض
من خلال التخلى عن اللحية والترحيب بالخمر
ألم يكن أفضل أن يتخلى عن العكس
  • لذا أحب أن أقول لك ... كذبت وأنت كذوب
إننى ... لم أرى فى حياتى حتى الآن متدين معتدل
ولن أجد ... فالسم فى السم
  • لذا أحب أن أقول لصناع هذا الوباء ... شكراً
وبعد يومين ... إعلان فيلم بالألوان الطبيعية على التلفاز
يأتى شاب وينظر إلى السماء
قائلاً ... صحيح أنا عدوك ... فهمنى ... أنا عدوك
وعند أول وهلة ظننت أن هذا مجرد خدعة
فهو لا يوجه هذا الكلام إلى الله سبحانه وتعالى
ولكنى تأكدت أن هذه الجمل الساقطة يوجهها الشاب إلى الله عز وجل
وأكثر ما يجعل الدهشة تسيطر على
أن هذه الجمل قلما نجدها فى مجتمعنا
فحتى من لا يصلى ومن يفعل كذا وكذا
تجده فى النهاية لا يستطيع أن ينطق هذه الكلمات
فعندما نسمع أن كافراً مزق المصحف
نجد الكل يتفاعل مع الحدث حتى وإن كان لا يقرب المصحف
ولكنه دافع الفطرة ... فأين فطرتك وأنت تقول لربك العلى ... فهمنى ؟
أهذا أيضاً مثال صالح لعرضه على الشاشة
وإن أقنعتنى بوجوده فى مجتمعنا
ولو أنى لن أقتنع بوجوده إلا إن كنت أنت يا صانع الفيلم هذا الرجل
فأين العلاج لهذا الشاب ؟! ... ألم يكن من الضرورى أن يأتى رجل دين
"ولكن ليس رجل بلحية فقط كمن كان فى فيلم كلمنى شكراً
  • ويقول لهذا الشاب ليس من الفطرة أن تتحدث مع ربك هكذا
لذا أحب أن أقول لصناع هذا الفيلم ... ما قدمتوه
  • كفيلم أبيض وأسود فى عصر الألوان الطبيعية
وفى النهاية ... هذه هى فلسفة السم فى السم
ولكنى أريد أن نعود للماضى
زمن الفن الجميل ... زمن السم فى العسل